خرافة الغولم
المؤلف أمجد ياسين ويدور المقال حول خرافة تنسب لكهنة اليهود وهى قدرتهم على خلق مخلوق عن طريق السحر من اعضاء أناس موتى أو من مواد جمادية وفى هذا قال :
"في التقاليد اليهودية يعرف الغولم أو الغوليم أو الغولام على أنه مخلوق عن طريق السحر من مادة غير حية وأحياناً من أعضاء جسم إنسان ميت، وفي الأغلب يتم صناعته لخدمة صانعه."
وتحدث أمجد عن وجود نصوص فى العهد القديم تشير لذلك فقال :
"وهناك إشارة إلى "غولم" في الكتاب المقدس وتحديداً في (مزمور 139: 16):" عيناك رأت جسدي الغير متشكل. وصورت كل أيامي في كتابك قبل أن تكون". وهناك عدة كتابات لنفس الآية بتحاوير مختلفة منها: " رأت عيناك أعضائي، وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت، إذ لم يكن واحد منها""
وعبارة النص منن العهد القديم لا يمكن استنباط شىء منها يدل على الغولم المزعوم فهى تتحدث عن مخلوق هو الإنسان الذى خلقه الله وكتب كل أعماله قبل وجوده
ثم حدثنا أمجد عن أصل الكلمة ومعناها فى العبرية واليديشية فقال :
"أصل كلمة غولم
وفي النص العبري تظهر كلمة ???? والتي تعني "غولمي". في العبرية تحمل كلمة "غولم" معنى "كتلة عديمة الشكل" أو "غبي" أو "عاجز" أو "أبله"،وأيضا مرت كلمة "غولم" في النصوص اليديشية والتي حملت معنى "شخص أخرق أو بطيء""
ومن ثم حتى أصل الكلمة اللغوى يدل على المجنون وليس على أن الإنسان يقدر على خلق مخلوق من لحم ودم
وحدثنا عن خلق آدم(ص) باعتباره غولم فقال :
"والتلمود أيضا يستخدم كلمات مثل "غير متشكل" أو "ناقص" حيث وصف (آدم) بـ غولم والذي يعني "جسد بلا روح" (سنهدرين 38 b) : " اليوم تألف من 12 ساعة. في الساعة الاولى جُمع الغبار. في الساعة الثانية عجنت قبل أن تتحول إلى شكل. في الثالثة تشكلت أطرافه. في الرابعة غرست فيه الروح. في الخامسة قام ووقف على أقدامه. في السادسة أعطي أسماء الحيوانات. في السابعة أصبحت حواء جليسته. في الثامنة جامعها وولدت له أربعة. في التاسعة أمر ألا يأكل من الشجرة. في العاشرة أخطأ. في الحادية عشر حكم عليه. في الثانية عشر طرد وغادر "
وكل هذه الكلام من التلمود مخالف للقرآن فعملية خلق الجسد من الطين كالنت بكلمة كن لم تستغرق سوى زمن ضئيل وكذلك وضع النفس فى الجيد من روح وهو رحمة الله ثم خلق أنثاه منه فلم يحدث جماع ولا انجاب فى الجنة
وحدثنا عن خلق إرميا لغولم فقال :
"وفي مواضع أخرى في التلمود نجد قصة أن النبي (إرميا) صنع غولم، لكن بعض المتصوفة يعتقدون أن صناعة غولم له كان بمعنى رمزي فقط كتجربة روحية بعد طقس ديني."
قطعا كل هذا كلام تخاريف فالنبى(ص) أى نبى لا يمكن له أن يصنع مخلوقا لأن الآيات وهى المعجزات لا تحدث إلا من الله كما قال تعالى :
" وما كان لرسول أن يأتى بأية إلا بإذن الله"
فالرسول أيا كان لا يقدر على خلق شىء وإنما الله هو من يقدر
وحدثنا عن حكايات فى كتب اليهود غير المعروفة حيث نقل التالى:
"مفعول كلمات على جبين الغولم غالباً ما كان يشير سفر " يصيرا" (كتاب الخلق) إلى أدلة استخدام السحر من قبل بعض اليهود في أوروبا الغربية في العصور الوسطى، حيث يحتوي على إرشادات حول كيفية صناعة الغولم. وخرج العديد من الحاخامات في تفسيرهم لسفر "يصيرا" بتفاهمات مختلفة تتعلق بتلك الإرشادات حول كيفية صناعة الغولم وتشمل معظم النصوص أن الغولم يتم تشكيله إلى شخصية تشبه الإنسان ويتم استخدام اسم الله لإحضاره إلى الحياة لأن الله هو الخالق النهائي للحياة.
ووفقاً لإحدى الروايات: " لجعل الغولم يحضر إلى الحياة، وشيء له هيئة يخرج من التراب ومن ثم يمشي أو يرقص قائلا تركيبة من الأحرف الأبجدية واسم الله (السري) ".
ولقتل الغولم يجب على صانعه أن يتكلم بشكل معاكس ويردد كلماته بشكل خلفي لأنه كما قال الحاخام (يعقوب بن شالوم) وصل إلى برشلونة قادما من ألمانيا عام 1325 أن قانون الدمار هو انعكاس لقانون الخلق.
تقول مصادر أخرى أنه لتجسيد الغولم فإنه تكون هناك حاجة لكتابة هذه الأحرف على جبين الغولم (أليف , ميم , يا، تاف - ? , ? , ?) ويتشكل منها كلمة "إميت" وتعني "الحقيقة"، ولجلب الغولم للحياة يجب محو حرف (أليف) وترك الاحرف (ميم , تاف - ? , ?) ويتشكل منها كلمة "مِيت" والتي تعني "الموت".
وهناك طريقة أخرى لجلب الغولم إلى الحياة وهي كتابة اسم الله السري ومذكور في المصادر العبرية اسم "شيم - " shem , يوضع على رقعة وجعل الغلوم يمسك بها في يده أو وضعها في فمه وعند إزالتها يتوقف الغولم.
إن أقرب وقت معروف لكتابات عن كيفية صناعة الغولم يمكن العثور عليها في " Sodei Razayya" التي كتبت بواسطة (العازار بن يهوذا) من مدينة "وورمز" الألمانية (1165 - 1230). وتم تضمين أقرب وصف لإنشاء غولم من قبل شخصية تاريخية مدرجة في تقليد متصل بالحاخام (إلياهو) من مدينة "شيليم" (1550 - 1583) علق عليها (موشيه آيدل) قائلاً: " هذا التقليد بشكل أو بآخر هو سلسلة من أسطورة قديمة حول إنشاء غولم على يد (إلياهو) والمعروف معاصرا بـ ( R. Judah Loew ben Bezalel) ." ، حيث يقال أن الغولم قد نما بحيث خشي الحاخام أن يدمر العالم، لكن في النهاية استخرج الحاخام كلمة "شيم" من جبين الغولم فعاد غبارا، وهناك مخطوطة مجهولة تعود إلى عام 1630 وتعتبر اقرب أسطورة مكتوبة معروفة عن شخصية معاصرة صنعت الغولم، وتروي أن الغولم استمر في النمو حتى كان على الحاخام تدميره بحذف حرف (أليف) العبري وهو الحرف الاول من كلمة "إيميت".
الكابالا البولندية كتبت في حوالي سنة 1630-1650 عن صناعة الغولم من قبل الحاخام (إلياهو): " لقد سمعت، بطريقة معينة وصريحة من عدة شخصيات محترمة أن رجلاً واحداً، عايش عصرنا هذا اسمه هو (آر. إلياهو) سيد الإسم , الذي صنع مخلوقا من مادة الذي وكل له بآداء العمل الشاق لفترة طويلة واسم "إيميت" معلق على عنقه لكن في النهاية تم إزالة الإسم من عنقه لسبب ما فتحول إلى غبار." وكتبت رواية مماثلة لتلك من قبل كاتب مسيحي (كريستوف أرنولد) في عام 1674.
ووضع الحاخام (يعقوب إمدن) قصة في كتاب نشر في عام 1748: "على انفراد , سأذكر هنا ما سمعته من فم الأب المقدس (غون آر إلياهو بعل شيم) فيما يتعلق بالغولم الذي أنشأه له من الذاكرة المباركة. عندما رأى (غون) أن الغولم كان ينمو وينمو قال أنه يخشى أن يدمر الغولم الكون لذا قام بإزالة الإسم المقدس الذي كان جزءا لا يتجزأ من على جبينه مما تسبب له بالتفكك والعودة إلى الغبار. في حين كان يعمل على استخراج الإسم المقدس منه أصابه الغولم بندبة على وجهه." فوفقا للكابالا البولندية: " كانت الأسطورة معروفة لدي عدة أشخاص مما يسمح لنا بالتكهن بان الأسطورة قد عممت بالفعل لبعض الوقت قبل أن تكون مكتوبة بالتالي , فإننا نفترض أن أصولها تعود لجيل بعد وفاة (آر إلياهو) إن لم يكن قبل ذلك.""
وكل هذا الكلام الموجود فى كاب اليهود ليس فيه حقيقة واحدة فهو أكاذيب كان الغرض من نشرها فى تلك المجتمعات اخافة النصارى والوثنيين الذين كان اليهود يعيشون معهم من قدرات الكهنة وهم الحاخامات حتى لا يعتدوا على اليهود وأحيانا أخرى كان الغرض اخافة اليهود العاديين من الحاخامات حتى يدقعوا بهم ما يطلبون منهم
وحكى أمجد حكاية أخرى من حكايات اليهود الكاذبة تؤكد ما قلته من أن الأمر لا يعدو أن يكون اخافة لأعداء اليهود فقال :
"غولم براغ
في تقاليد أشكنازي الحسيدية ( Ashkenazi Hasidic lore) نجد أنه لجلب الغولم للحياة وخدمة صانعيه والقيام بالمهام الموكلة إليه يجب توصيل أمر ذلك الغولم إلى الحاخام (يهوذا لوين بن بتسلئيل) والمعروف بـ "مهرال براغ" (1513 - 1609)، وقيل أنه صنع غولم من طين لحماية الطائفة اليهودية من فرية الدم والمساعدة في تفعيل العمل البدني حيث كان في ذلك الوقت يهود براغ يتم طردهم أو قتلهم خلال حكم (رودولف الثاني) امبراطور الامبراطورية الرومانية المقدسة، حيث يقال أن الحاخام صنع الغولم من طين نهر "فلتافا" وأحضر للحياة من خلال الطلاسم والطقوس العبرية، كان الغولم يسمى باسم (غولم جوزيف) وكان يعرف بـ (يوزيلي) حيث قيل أن بإمكانه أن يجعل نفسه غير مرئي ويستدعي الأرواح من الموت، و رواية أخرى تقول أن لذلك علاقة بعيد الفصح.
في ربيع عام 1580 كاهن معاد لليهود كان يحاول تحريض المسيحيين ضد اليهود لذلك صنع الغولم لحماية اليهود خلال عيد الفصح. كلا الروايتين تخبران أن الغولم أشعل الأرض فسادا وهدد أرواح الأبرياء لذا قام الحاخام (لوف) بإزالة إسم الله مما جعل الغولم يتوقف. العديد من المصادر تنسب القصة إلى الحاخام (إيليا) من "شيليم" , يقال له الحاخام (لوف) , هو واحد من علماء اليهود الأكثر تميزا في القرن السادس عشر الذي كتب العديد من الكتب في الشريعة اليهودية والفلسفة والأخلاق، لذا كان يعارض فكرة صناعة الغولم. كان مطلوبا من الغولم ألا يكون على قيد الحياة يوم السبت حيث كان الحاخام (لوف) يقوم بإلغاء تنشيطه خلال مساء الجمعة قبل يوم السبت بإزالة اسم "شيم" من جبينه أما باقي الأيام فيبقى حيا. ونسي في إحدى أمسيات الجمعة أن يلغي تنشيط الغولم فخشي أن يدنس الغولم قدسية السبت.
قصة أخرى تحكي أن الغولم وقع في الحب وعندما فشل أصبح وحش عنيف روي في القصص وروايات أخرى تقول أن الغولم أصيب في النهاية بحالة هيجان قاتل. ومذاك الحين والغولم يعتبر قويا جدا. عندما تمكن الحاخام من سحب "شيم" من فمه خرّ الغولم أمام الكنيس و تحكي الرواية أنه تم تخزين جثة الغولم في علية الكنيس (القديم الجديد) حيث سيتم إعادته للحياة إذا لزم الامر.
وتقول الرواية أن جثة الغولم ما زالت في عليه الكنيس وروايات أخرى تقول ان جثة الغولم سرقت من العلية ودفنت في مقبرة في حي "زيزكوف براغ" حيث يقف برج تلفاز "زيزكوف" الآن.
هناك أسطورة أخرى تقول أن وكيل نازي خلال الحرب العالمية الثانية صعد إلى العلية في محاولة لطعن الغولم لكنه مات بدلا من ذلك."
ووصل بنا أمجد ياسين إلى أن غولم براغ أكذوبة فقال :
"عندما تم تجديد العلية عام 1883 لم يعثر على دليل عن الغولم وأيضا طاقم تلفزيوني زار وصور العلية عام 1984 فلم يعثر على دليل على الغولم."
ثم حدثنا عن أن الفن ألف المسرحيات والروايات والأفلام والمسرحيات الموسيقية والباليه عن الغولم فقال :
"الغولم في الأدب والفن:
كان الغولم شخصية لها شعبية في الفنون خلال القرون القليلة الماضية عند اليهود وغير اليهود ففي أوائل القرن العشرين استندت العديد من المسرحيات والروايات والأفلام والمسرحيات الموسيقية والباليه على شخصية الغولم، الأعمال الأكثر شهرة التي تظهر الغولم هي شخصية (ماري شيلي فرانكنشتاين) و (كاريل كابيك أر يو أر) و (أساك باشيفيس) الغولم المغني وسلسلة " X-Files" , وسيد الخواتم , واليوم هناك متحف الغولم في الحي اليهودي في براغ."
أكذوبة الغولم تتناقض مع منع الله الآيات وهى المعجزات من بعثة خاتم النبيين(ص) حيث قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وكما سبق القول فاشاعة خرافات كالغولم تكون أسبابها دفع ضرر عن مجموعة ما أو الحصول على ربح منها فاليهود أشاعوها لتخويف من يعيشون بينهم لأنهم جبناء فى الغالب لا يقدرون على الحروب بسبب حيهم للحياة وفى بعض الأحيان كان الكهنة أنفسهم يخيفون بها عامة اليهود لأكل أموالهم بالباطل